من خواطر محمد عبده .... ( لمن يقراء )
لوحتي الأخيرة ,,؟
أمسكت الفنانة بريشتها وأحضرت لوحتها لإنجاز عملها الفني الأخير والتي قررت أن تعتزل الفن من
بعده وهي التي كانت تبحث طوال سنين عن من يفهم خطوطها العريضة ففي كل لوحة من أعمالها السابقة
كانت تترجم وتترجم المعاني وتقف إلى جوار لوحتها حتي يفهم الأخرين ماذا تقصد وماذا يعني الخط
الأسود المتعارض مع وردة بيضاء يسيل من طرفها بعض قطرات الدماء وهي التي كانت تتخيل أن الورد يبكي دمعاً
ولا يبكي دماً وتترجم وتترجم لماذا تقف البنت الصغيرة وهي تمسك في يديها ورقة مكتوب فيها عنوان
غير واضح الملامح وتنتظر من يرشدها إلى الطريق الصحيح وتتجول من لوحة الي لوحة وهي تحاول عبثاً أن
تري ولو أنسان واحد فقط يفهم لوحتها من أول وهلة وكان كل أملها أن تقف إلى جوار لوحة من لوحتها
حتي يصل هذا الفنان الواعي ويشرح لها كل تفاصيل اللوحة دون أن يدري أنها هي ذاتها الفنانة
صاحبة اللوحة وكانت في كل معرض لها تبحث عنه وعندما يأست من البحث قررت أن تكون هذه اللوحة
القادمة هي أخر اللوحات التي ترسمها بيدها وقلبها في آن واحد وعندما شرعت في رسم خطوط البداية
راودتها أفكار وأفكار كثيرة لموضوع اللوحة وكيف يكون المضمون وكيف تكون النهاية فأنها تريد أن
ترسم لوحة لم يرسمها أحد من قبل ولا هي نفسها وتدور الأفكار والافكار وهي مازالت تمسك بفرشتها بين
يديها وتحاول جاهدة أن تمسك بخيوط الموضوع وفي هذه اللحظة وهي جالسة في شرفة منزلها وأدواتها
كلها أمامها تشاهد ولداً صغير يلعب دون كلل ويقفز هنا وهناك وهو يبتسم ولا يبالي بالوقت ولا بمن
أمامة وتوقفت لتشاهد المنظر عن قرب وتسأل نفسها لماذا كل هذه السعادة ترتسم علي وجه هذا الطفل
دون أقرانة من الأطفال وتمعنت جيداً في النظر إليه وإذا هو يقف وينظر إليها هو الأخر ومع أنه لا
يعرفها ولكنه أخذا يلوح لها بيده وكأنه يرسل إليها السلام؟؟ وتعجبت الفنانة من هذا التصرف
الغريب لولداً صغير لا يعرفها ولا تعرفه وتسألت مرات ومرات بين نفسها لماذا أخذا يلوح لي هذا الفتي
الصغير؟ آكان يعلم أنني أنظر إليه ؟ آكان يعلم أنني اراقبه عن بعد ؟ وكيف أنه أشار لي ثم أخذا
يلعب ويلعب دون كلل مرة أخري ؟ غريب أمر هذا الولد الصغير لدرجة أنه ترك أنطباع لديها أنه سوف
يكون محور لوحتها الأخيرة ؟ ولم تيأس أبداً الفنانة لأنها قررت أن تعرف لماذا فعل ذلك وقررت أن
تترك لوحتها لفترة بسيطة حتي تنزل بنفسها إلى الشارع وتسأله بنفسها حتي يرتاح قلبها وعقلها من
التفكير ورغم أن الأمر بسيط وكان من الممكن أن يمر مرور الكرام إلا أنها أصرت أن تذهب إليه وفعلاً
لم تمر إلا دقائق وقد كانت الفنانة في الشارع وأخذت تتقرب منه ولكنه لم يعيرها أي أهتمام في
بداية الأمر وعندما أصبحت علي مقربة منه سألته بلطف شديد أيها الفتي الصغير هل تعرفني فقال أبداً
أذاً لماذا لوحت لي بيدك منذ قليل وأنت تبتسم ؟ وهنا أبتسم الولد مرة أخري وقال في هدوء تام نعم
لوحت بيدي ولكن ليس من أجلكِ ؟ وهنا تقاطعه ولكنك كنت تنظر إلى أنا ولا أحد غيري ؟ ويبتسم الطفل
مرة أخري ويقول دعيني أكمل لكي ما لا تفهمية سيدتي ؟ نعم أبتسمت ولوحت بيدي ولكني كنت ألوح إلى
أمي التي تسكن ألى جواركِ وشرفتها لا تبعد عنكِ إلا أمتار بسيطة ؟ وهنا أدركت الفنانة أنها لم تكن
الوحيدة التي كانت تنظر إلى الولد وهو يلعب وأدركت أيضا أنه من الممكن أن ينظر الجميع في أتجاة
واحد ولكن كلا إلى هدفه ؟ وعادت إلى منزلها وهي تتأسف للولد الصغير ونلوح له بيديها تستودعه ثم
ذهبت إلى شرفتها وجلست أمام لوحتها البيضاء وأمسكت بفرشتها وبدلاً من أن ترسم لوحتها الأخيرة كتبت
أعتذار إلى كل زوار معرضها لأنهم لم يكونوا يحملون أفكارها وأحلامها وهم يشاهدون معظم لوحاتها
وأدركت أيضاً أن الكل يفهم من وجهه نظره الشخصية وعلي أحلامه هو وظروفه هو ولا يفترض أبداً أن أفكر
بمثل حالتك وأيقنت أن الفنون أذواق وإن لكلاً ذوقة الخاص ونظرته المنفردة وأن الأراء تختلف كثيراً
وأن ما كانت تفهمه ويحزنها بعض الشي الأن يفرحها لأنها عرفت أن الأعجاب من الممكن أن يكون مختلف من
شخص إلى أخر ؟ وكتبت بخطوط بسيطة على طرف لوحتها لن تكوني الأخيرة بل سوف تكوني البداية وأن الفن
لا يقف على وجهه نظر الفنان ولا قلبه ولا فكره ؟
وعادت الفنانة إلى مرسمها تنظر في كل لوحتها وتبتسم لأنها قد أدركت أخيراً أن لكل لوحة
مزاق خاص وفكر خاص ومشاهد خاص وتأسف لنفسها وهي الفنانة الرقيقة كيف لها أن تفهم من حولها حسب
هواها الشخصي ؟؟ ولم تتركهم يعبرون عن أرائهم الشخصية وبما أن الجمال نسبي أذاً ولابد أن يكون الأدراك
أيضا مختلف وتقول كم من الأوقات يفهم الناس بطريقة مؤسفة تجعلهم يظنون السوء بالغير ولكن إن
أقتربت أكثر من الحقيقة وبحثت عنها بنفسك سوف تري ما لم تفكر فيه أبداً ؟
وفي النهاية أمسكت بريشتها ورسمت الولد وهو يمد يده وهو واقف علي حافة النهر وقريب من
السقوط ومع ذلك جعلت من إبتسامته إبتسامة عريضة لا يفهم منها هل هو سعيد بالسقوط ؟ أم هو سعيد
بمن يمد له يده ليلتقطة قبل السقوط ؟
واخيراً .. تركت فرشتها ىجوار لوحتها وأخلدت للنوم وهي مبتسمة ....
بقلمي ,,,
محمد عبده ..
1/6/2016
لوحتي الأخيرة ,,؟
أمسكت الفنانة بريشتها وأحضرت لوحتها لإنجاز عملها الفني الأخير والتي قررت أن تعتزل الفن من
بعده وهي التي كانت تبحث طوال سنين عن من يفهم خطوطها العريضة ففي كل لوحة من أعمالها السابقة
كانت تترجم وتترجم المعاني وتقف إلى جوار لوحتها حتي يفهم الأخرين ماذا تقصد وماذا يعني الخط
الأسود المتعارض مع وردة بيضاء يسيل من طرفها بعض قطرات الدماء وهي التي كانت تتخيل أن الورد يبكي دمعاً
ولا يبكي دماً وتترجم وتترجم لماذا تقف البنت الصغيرة وهي تمسك في يديها ورقة مكتوب فيها عنوان
غير واضح الملامح وتنتظر من يرشدها إلى الطريق الصحيح وتتجول من لوحة الي لوحة وهي تحاول عبثاً أن
تري ولو أنسان واحد فقط يفهم لوحتها من أول وهلة وكان كل أملها أن تقف إلى جوار لوحة من لوحتها
حتي يصل هذا الفنان الواعي ويشرح لها كل تفاصيل اللوحة دون أن يدري أنها هي ذاتها الفنانة
صاحبة اللوحة وكانت في كل معرض لها تبحث عنه وعندما يأست من البحث قررت أن تكون هذه اللوحة
القادمة هي أخر اللوحات التي ترسمها بيدها وقلبها في آن واحد وعندما شرعت في رسم خطوط البداية
راودتها أفكار وأفكار كثيرة لموضوع اللوحة وكيف يكون المضمون وكيف تكون النهاية فأنها تريد أن
ترسم لوحة لم يرسمها أحد من قبل ولا هي نفسها وتدور الأفكار والافكار وهي مازالت تمسك بفرشتها بين
يديها وتحاول جاهدة أن تمسك بخيوط الموضوع وفي هذه اللحظة وهي جالسة في شرفة منزلها وأدواتها
كلها أمامها تشاهد ولداً صغير يلعب دون كلل ويقفز هنا وهناك وهو يبتسم ولا يبالي بالوقت ولا بمن
أمامة وتوقفت لتشاهد المنظر عن قرب وتسأل نفسها لماذا كل هذه السعادة ترتسم علي وجه هذا الطفل
دون أقرانة من الأطفال وتمعنت جيداً في النظر إليه وإذا هو يقف وينظر إليها هو الأخر ومع أنه لا
يعرفها ولكنه أخذا يلوح لها بيده وكأنه يرسل إليها السلام؟؟ وتعجبت الفنانة من هذا التصرف
الغريب لولداً صغير لا يعرفها ولا تعرفه وتسألت مرات ومرات بين نفسها لماذا أخذا يلوح لي هذا الفتي
الصغير؟ آكان يعلم أنني أنظر إليه ؟ آكان يعلم أنني اراقبه عن بعد ؟ وكيف أنه أشار لي ثم أخذا
يلعب ويلعب دون كلل مرة أخري ؟ غريب أمر هذا الولد الصغير لدرجة أنه ترك أنطباع لديها أنه سوف
يكون محور لوحتها الأخيرة ؟ ولم تيأس أبداً الفنانة لأنها قررت أن تعرف لماذا فعل ذلك وقررت أن
تترك لوحتها لفترة بسيطة حتي تنزل بنفسها إلى الشارع وتسأله بنفسها حتي يرتاح قلبها وعقلها من
التفكير ورغم أن الأمر بسيط وكان من الممكن أن يمر مرور الكرام إلا أنها أصرت أن تذهب إليه وفعلاً
لم تمر إلا دقائق وقد كانت الفنانة في الشارع وأخذت تتقرب منه ولكنه لم يعيرها أي أهتمام في
بداية الأمر وعندما أصبحت علي مقربة منه سألته بلطف شديد أيها الفتي الصغير هل تعرفني فقال أبداً
أذاً لماذا لوحت لي بيدك منذ قليل وأنت تبتسم ؟ وهنا أبتسم الولد مرة أخري وقال في هدوء تام نعم
لوحت بيدي ولكن ليس من أجلكِ ؟ وهنا تقاطعه ولكنك كنت تنظر إلى أنا ولا أحد غيري ؟ ويبتسم الطفل
مرة أخري ويقول دعيني أكمل لكي ما لا تفهمية سيدتي ؟ نعم أبتسمت ولوحت بيدي ولكني كنت ألوح إلى
أمي التي تسكن ألى جواركِ وشرفتها لا تبعد عنكِ إلا أمتار بسيطة ؟ وهنا أدركت الفنانة أنها لم تكن
الوحيدة التي كانت تنظر إلى الولد وهو يلعب وأدركت أيضا أنه من الممكن أن ينظر الجميع في أتجاة
واحد ولكن كلا إلى هدفه ؟ وعادت إلى منزلها وهي تتأسف للولد الصغير ونلوح له بيديها تستودعه ثم
ذهبت إلى شرفتها وجلست أمام لوحتها البيضاء وأمسكت بفرشتها وبدلاً من أن ترسم لوحتها الأخيرة كتبت
أعتذار إلى كل زوار معرضها لأنهم لم يكونوا يحملون أفكارها وأحلامها وهم يشاهدون معظم لوحاتها
وأدركت أيضاً أن الكل يفهم من وجهه نظره الشخصية وعلي أحلامه هو وظروفه هو ولا يفترض أبداً أن أفكر
بمثل حالتك وأيقنت أن الفنون أذواق وإن لكلاً ذوقة الخاص ونظرته المنفردة وأن الأراء تختلف كثيراً
وأن ما كانت تفهمه ويحزنها بعض الشي الأن يفرحها لأنها عرفت أن الأعجاب من الممكن أن يكون مختلف من
شخص إلى أخر ؟ وكتبت بخطوط بسيطة على طرف لوحتها لن تكوني الأخيرة بل سوف تكوني البداية وأن الفن
لا يقف على وجهه نظر الفنان ولا قلبه ولا فكره ؟
وعادت الفنانة إلى مرسمها تنظر في كل لوحتها وتبتسم لأنها قد أدركت أخيراً أن لكل لوحة
مزاق خاص وفكر خاص ومشاهد خاص وتأسف لنفسها وهي الفنانة الرقيقة كيف لها أن تفهم من حولها حسب
هواها الشخصي ؟؟ ولم تتركهم يعبرون عن أرائهم الشخصية وبما أن الجمال نسبي أذاً ولابد أن يكون الأدراك
أيضا مختلف وتقول كم من الأوقات يفهم الناس بطريقة مؤسفة تجعلهم يظنون السوء بالغير ولكن إن
أقتربت أكثر من الحقيقة وبحثت عنها بنفسك سوف تري ما لم تفكر فيه أبداً ؟
وفي النهاية أمسكت بريشتها ورسمت الولد وهو يمد يده وهو واقف علي حافة النهر وقريب من
السقوط ومع ذلك جعلت من إبتسامته إبتسامة عريضة لا يفهم منها هل هو سعيد بالسقوط ؟ أم هو سعيد
بمن يمد له يده ليلتقطة قبل السقوط ؟
واخيراً .. تركت فرشتها ىجوار لوحتها وأخلدت للنوم وهي مبتسمة ....
بقلمي ,,,
محمد عبده ..
1/6/2016
Casino - Wooricasinos.info
ردحذفNo 벳 365 가상 축구 Deposit Bonus Codes bet365 배당 - No Deposit Bonus 텐뱃 Codes & Free Spins. 바카라 검증사이트 The best casino bonuses, casino welcome bonuses and no deposit offers! 생활 바카라 All you need to do is create